بدء عملك الخاص هو واحدة من أكبر الخطوات التي يمكن أن تأخذها في طريق تحرير نفسك وتغيير مسار حياتك.
لو كنت إتخذت قرارك بالعمل على مشروعك الخاص، وكنت مستعدًا لمستوى الدخل الذي سينتزع من مواردك المالية. هناك فقط مشكلة وحيدة وهي الفجوة بين رؤية أحلامك وبين الوصول إليها والتي تشعر أنها مستحيلة.
من أين ستبدأ؟
هل يجب أن تبدأ؟
هل تستطيع حقًا فعل ذلك؟
قبل أن تكتشف إجابات هذه الأسئلة، هل تشعر أن الحماس الذي تملكك حول مشروعك الحلم يفتر مع الوقت وأصبح مثل الأفكار البعيدة؟ هل أصبح عشاء الليلة أكثر أهمية الآن؟ هل تتسأل لماذا يستمر هذا النمط من التفكير في الحدوث معك؟ حيث تأتيك فكرة معينة أو حتى تنفذ جزء من عملية ما ثم تتوقف في إنتظار شيء ما أخر قادم.
ربما لا تدرك ذلك، لكن الأفكار المليئة بالخوف تدفعك إلى فعل ذلك وتجذبك بعيدًا عن رغباتك الحقيقية. هذه المخاوف أصبحت مثل القفص الذي لا تستطيع الفرار منه. إذا كيف لك أن تزيح هذه المخاوف جانبًا وتنطلق نحو تحقيق الحلم الذي تريده؟
إليك ثلاث تكتيكات بسيطة قد تساعدك على تخطي مخاوفك من بدء مشروعك الخاص.
تقبل الأمر فأنت لست مجنون
عندما استطعت أخيرًا أن أخترق هذا القفص من المخاوف، وأن أعيش وفقًا لرغباتي، أدركت في ذلك الوقت ما هي حقيقة الخوف. والتي تتلخص في أنه القلق من شيء ما لم يخرج إلى النور. إذًا لماذا تعذب نفسك بسبب أحداث ومواقف وظروف لم تحدث في الحقيقة؟
أليس هذا ضربًا من الجنون؟
لا تقلق. هذه المخاوف وظيفتها حمايتك والحفاظ عليك في أمان. لكن لو تحكمت فيك هذه المخاوف بدلًا من أن تتحكم أنت بها، هنا تحدث الكارثة، لأنها ستمنعك من الوصول إلى ما تريده في هذه الحياة.
إذا كنت ممن يتخذون قرارات منطقية وعقلانية، فلا داعي إذن للخوف من أشياء لم تحدث وربما لن تحدث. بالعودة إلى التفكير في مخاوف بدء عملك الخاص الذي بالتأكيد سيجذب إليك بعض المشاكل. لذا عليك تقبل الأحداث السيئة التي قد تحدث في عملك ولنطلق عليها فرصة للتعلم.
أعد برمجة ذاتك
العقل مثل نظام التشغيل الذي يعمل ببرمجة معينة، لذلك مهما كان الموقف الذي تمر به في حياتك فإعلم أن عقليتك هي من جذبتك إلى هذا الموقف.
المخاوف هي جزء من هذه العقلية المبرمجة، التي ضبطت إعدادتها بنفسك. وهذه البرامج تعمل طوال الوقت لذا إذا ادركت فعليًا ما هو البرنامج الذي أعددته في اللاوعى الخاص بك ستستطيع إعادة برمجته من جديد.
في هذه اللحظة يركز جهازك العقلي على أفكار النجاح والفشل، وكل برمجة في عقلك اعتمدت على أشياء اختبرتها سابقًا في طفولتك، أو نتيجة البيئة المحيطة، وكذلك علاقاتك وحياتك الشخصية..إلخ
إعادة البرمجة الذاتية تبدأ بإدراك أنماط التفكيرالتي تجعلك تشعر بالأفكار السلبية. مثلًا عندما تمر بتجربة أفكار سلبية ستتغير لغة جسدك وكذلك تعبيرات وجهك حتى الهالة المحيطة بك ستتغير.
الإدراك الحريص بهذه التغييرات يعني إنك تستطيع تغييرها بوعى كامل. من خلال الالتزام بعدم السماح بالأفكار السلبية والكلمات والأفعال بالتداخل في تجربتك. والإلتزام برؤية نفسك والأخرين بصورة مشرقة. من الجيد أننا ولدنا جميعًا مختلفين، مع تنوع هائل في السمات والشخصيات ومن ثم يختلف منظورنا للأشياء، كما تختلف المهارات والأراء.
تقدير هذا الإختلاف والتعامل معه بنظرة إيجابية يكون مثل النظر في المرآة سيعود عليك بإنعكاس إيجابي.
يلي ذلك التواصل مع اللاوعى الخاص بك، بالجلوس في مكان هادئ لا يزعجك فيه أحد، استخدم الورقة والقلم، دون كل مخاوفك وقلقك أو أى شيء أخر تراه مهم يستحق أن تضيفه إلى قائمة مهامك الحالية. من ثم كرس ذلك الوقت لنفسك ولعقلك الغير واعى واستمع واستشعر ماذا يجب أن يقال.
لماذا لا يساعدك اللاوعى في تحقيق أهدافك؟ ما هي مخاوفه؟ لماذا يدفعك في الاتجاه العكسي؟ ما الذي يحميك منه عقلك الباطن؟
إبدأ قائمتك بمجال واسع من الأسباب، ثم إبدأ التنقيب للحصول على إجابات محددة. على سبيل المثال، قائمة مخاوف اللاوعى الخاص بك قد تشمل الخوف من النجاح. لتحصل على إجابات محددة ابحث لماذا تخاف من النجاح:
- هل يبعدك بشكل متزايد عن شريك حياتك؟
- هل يجعلك تخذل الناس؟
- هل هو بخصوص مزيد من الناس يعتمدون عليك؟
- هل هو بخصوص المزيد من المسئوليات؟
- هل هو الخوف من مزيد من التقيد بالمكتب؟
- هل هو بخصوص الحصول على مزيد من العمل؟
اسمح لعقلك الباطن بأن يصرح برأيه. فهو بعد كل هذا يحاول أن يمنع عنك الأذى وخيبة الأمل. استمع دون أحكام وبدون غضب فقط بفضول حقيقي للمعرفة.
إذا استطعت الوصول إلى الأسباب الحقيقية التي دفعت مخاوفك إلى الظهور. فهذه هي المعلومة التي لا تقدر بثمن والتي تحتاجها لتغيير الأمور وتعديل البرمجة. لأنه بمجرد الوصل إلى قلب مخاوفك فهو الوقت المناسب لتحريرها.
تحدث مع نفسك بكل أريحية حتى لو كانت عن طريق الحديث بصوت عالى أو كتابة خطاب أو حتى الإكتفاء بالتفكير في الكلمات. العمل الجاد على ذلك سيؤدي إلى الإنسجام مع لاوعيك والتعاون معه بديلًا عن التنافر.
اقطع على نفسك عهدًا أن تكرم كل ما هو مهم حقًا لك وما تريده في هذه الحياة.
لقد بدأت تتحكم وتعيد برمجة ليس فقط عقلك الباطن لكن كل حياتك.
التخطيط طريقك المثالي
امتلاك خطة يؤمن لك رفع احتمالات حصولك على النتيجة التي تريدها.
كون مشروعك من نوعية المشروعات التي تقع على عاتق شخص واحد يهتم بكل شيء من نقطة البداية إلى نقطة النهاية، قد يجعلك ذلك تشعر بالإرتباك. بالإضافة إلى العقبات التي تظهر واحتمالات الفشل والمعلومات الجديدة مما يؤدي إلى الخوف من بدء مشروعك الخاص. لكن وجود خطة جاهزة لكل خطوة في مشروعك لن تجعل الطريق مخيفًا كما يبدو.
عن طريق التخطيط القفزات الكبيرة تتحول إلى خطوات صغيرة، ولو استطعت الاستمرار في التخطيط لكل خطوة صغيرة قادمة، ستكون دون دراية تعمل على تطورعملك ببطء.
كلمة السر في التخطيط للمشاريع هو أن تكون أكثر إنتاجية وليس فقط أكثر إنشغالًا. طريقك إلى ذلك يمر عبر إنشاء قائمة مهام هائلة. دون كل صغيرة وكبيرة في مشروعك يجب تنفيذها لا تترك شيء. قسم كل مهمة إلى مجموعات. المجموعة الأولى ستهتم بالمهام التي ستساهم في نمو المشروع الناشئ. باقي المجموعات ستعتمد على المهام التي تحتاج تنفيذها لكنها غير ملحة.
الأمر الأكثر أهمية هو تحديد ومعرفة المهام التي يجب إنهائها لكى ينمو العمل. وهذا يتضمن أشياء مثل خلق المنتج وتقديم مشاركات الضيوف واختبار الخدمة قبل أن تصل إلى البيع.
الخاتمة
في نهاية الأمر يجب أن نؤكد أن الوقت الذي تتخذ فيه قرار إنشاء عملك الخاص هو وقت مرعب. وإذا كنت تمتلئ بالخوف فخياراتك محدودة بين أن تبقى أسير هذه المخاوف أو تتعامل معها وتستمر في التقدم للأمام.
وكما قلنا سابقًا الخوف هو القلق من أحداث ومواقف لم تحدث بعد وربما لن تحدث. يمكنك أن تبقى حبيسًا له أو تتحرر وتجعل الرؤية التي في عقلك أمرًا واقعًا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق